نــهـــايـــة فـــتـــاة الإســـكــنــدريـــــة

نهاية فتاة الإسكندرية




منذ أيام قليلة حدثت حادثة إهتز لها وجدان المجتمع السكندري ( مصر ) ، ففي أحدى سيارات النقل الداخلي " الميكروباص" كانت فتاة في العشرين من عمرها تركب السيارة ، وقد إرتدت ثيابا شفافة ... صارخة في التبرج والفتنة ، وقد بالغت الفتاة في إظهار مفاتنها مبالغة شديدة تجرح الحياة .

وكان في المقعد الخلفي وراءها يجلس رجل عجوز ذو شيبة ، وقد أحرجه منظرالفتاة المستهترة فقال لها هامسا في أذنها بأدب جم :- يا بنيتي !!! كان من اللائق بك أن تستري نفسك أفضل من ذلك ، فهذه الثياب الشفافة تغري بك الذئاب البشرية الضالة ، كما أنها تخدش الحياة ، وتثير الفتنة .

وما كاد الرجل أن يبتلع ريقة حتى إنفجرت الفتاة في وجهة ، وأنت مالك ؟؟ هل ستدخل معي في قبري ؟؟ !!! هل في يديك أن تدخلني الجنة أو تدخلني النار ..... إلخ وظلت الفتاة البلهاء تقرع الرجل حتى تمادت في ذلك ثم زادت جرأتها ووقاحتها وقالت له بكل سخرية وإستهزاء .. هذا هو هاتفي المحمول خذه وأتصل بالله كي يحجز لي غرفة في جهنم ، وأطلقت الفتاة ضحكة عابثة مستكبرة مجلجلة .

أرتعب الرجل وأنتفض من قولها وردد قائلا : أستغفر الله العظيم ... رب العرش العظيم ... حسبي الله ونعم الوكيل ، وكف الرجل عن الكلام تماماً وبدأ أنه قد شعر بالندم والتسرع لأنه نصح هذه اللاهية الجاهلة .

وبعد عشر دقائق – مضت في سكون وصمت – صاح السائق وصلنا إلى المحطة إستعدوا للنزول ونظر الجميع للفتاة لكي تنزل وكانت بجوار باب السيارة ، فإذا بها ذهبت في النوم فقيل للرجل : أوقظها من النوم ، وعندما هزها الرجل قليلاً ... أكتشف الجميع المفاجأة ... لقد أسلمت الروح إلى بارئها ... أهتز مشاعر الركاب من هول الموقف وأخذوا يسترجعون .... فالفتاة التي كانت تسخر من خالقها وتقول : ها هو الهاتف المحمول ... أتصل بالله كي يحجز لي غرفة في جهنم ... قد رحلت إلى ربها ... سبحانك يا ربي ما أجرأ هذا المخلوق المسكين الضعيف وتطاوله عليك ... إن المدة الفاصلة بين الحياة والموت هي جزء من الثانية ، فهذه الساخرة من ربها قد ختمت حياتها بالسخرية من ربها .

عندما وقعت هذه الحادثة المليئة بالعبر ، تذكرت حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " .

وفي صحيح البخاري ( عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال " .. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي بالاً يهوى بها في جهنم " .

حقاً صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذ يقول " إنما الأعمال بالخواتيم " .......

استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم