المضامين التربوية في رسالة عمان
لقيت رسالة عمان الصدى الطيب ، والقبول الحسن ، محلياً وعالمياً ؛ لما احتوته من مضامين ارتكزت على مبادئ احترام الآخر، والدعوة إلى إقامة العدل ، واحترام كرامة الإنسان ، والدعوة إلى التعايش مع غير المسلمين ، ودرء ما يوجه من تهم للإسلام والمسلمين .
احتوت أيضاً على مضامين تربوية يمكن إيجازها فيما يلي :
* تربية النفس
لقد اهتمت رسالة عمان بالدعوة إلى تعميق المعاني الدينية في النفس الإنسانية لما لها من أثر كبير في نشر السلام والإخاء بين الناس ، فدعت للاتصاف بالوسطية والاعتدال . كما حذرت من الغلو والتعصّب للرأي ، وسوء الظن بالآخرين .
ولقد دعا جلالة الملك عبدالله الثاني- أدام الله في عمره- إلى إعداد الدعاة وضرورة إطلاعهم على الثقافات المعاصرة إيماناً منه بأهمية الانخراط والمشاركة في المجتمع العالمي.
من المعروف أن البيئة المحيطة بالإنسان تلعب دوراً أساسياً في بناء شخصيته ، لذلك فإن من الضروري التنبيه لدور الأسرة في بناء شخصية الطفل وتعميق المعاني الدينية في نفسه منذ الصغر.
وهنا لا ننسى دور المدرسة كمؤسسة تربوية من شأنها بناء جيل يثق بذاته ،يتمتع بشخصية متكاملة محصنة ضد المفاسد .
* تربية العقل
ورد في رسالة عمان :
( والأمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابة ، زينة حاضرنا وعدة مستقبلنا، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعية ............................... ويستشرفون آفاق التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين والتصدي لتحدياته . )
نلاحظ مما سبق أن جلالة الملك يضع على عاتق مربي الأجيال مسؤولية تنوير عقول هذه الأجيال الشابة ، ليصبحوا قادرين على التمييز بين الحق والباطل ، ويقدمون للعالم دينهم بصورته الناصعة ، إيماناً من جلالته بدور الشباب المهم في بناء الحضارة الإنسانية ،وضرورة انخراطه ومشاركته في المجتمعات الأخرى .
هذا وقد أكد جلالته على أهمية توفير البيئة التعليمية المناسبة لتكون أساساً لتربية الاجيال .
يقع على عاتق المدرسة إحداث التفاعل المطلوب بين الطلبة وهيئة التدريس ، وبين المجتمع المجاور ، لتكسير الحواجز، ويحدث الاندماج والتعاون ،مما يؤدي إلى اتساع مدارك الطالب العقلية فيواكب تطورات العصر ، ويتفاعل معها فنصل إلى الهدف الأسمى ،ألا وهو إحداث نقلة نوعية في تطوير المجتمع نحو الأفضل .
هذا وقد اكد جلالة الملك عبد الله الثاني – أطال الله في عمره- على أهمية الاستفادة من إنجازات العصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتوظيفها لخدمة الدين الإسلامي ، والدفاع عنه.
كما تم الحرص على تطوير المناهج الدراسية لتتواءم مع متغيرات هذا العصر . بحيث تعتمد هذه المناهج على الحاسوب الذي هو وسيلة التواصل الأولى في الوقت الحاضر ، ولغته هي لغة العالم.
كيف نعكس هذه المضامين بشكل عملي؟
منذ أن صدرت رسالة عمان حتى بدأ عكس مضامينها على شكل نشاطات متخصصة هادفة لإعادة الحياة إلى دور المدرسة التربوي المتعلق بالتنشئة السليمة للطلبة.
فقد أقيمت المنتديات والحوارات وحلقات النقاش لتعزيز مبادئ الرسالة لدى الطلبة .
أيضاً فمن الضروري العمل بشكل شمولي بين مؤسسات المملكة في القطاعين العام والخاص لتعميم الرسالة وبيان أهميتها وشرح مقاصدها .
يقول الأب حداد مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني
هذه الرسالة ينبغي أن تكون عموداً فقرياً لاستراتيجية عربية إسلامية يُعمل على تطويرها لتصبح جزءاً من استراتيجية عالمية.)