المناداة بنقيب مؤقت للمعلمين.. بقلم علي السنيد

بإمكان المعلمين المنتفضين في ساحات مدارسهم على مدار الأيام القليلة الماضية، متأثرين بالإهانة البالغة التي وجهها لهم معالي وزير التربية والتعليم من خلال التصريحات التهكمية التي قابل فيها مطلبهم العادل بإقامة نقابة خاصة بهم أن يتوافقوا فورا على المناداة بنقيب، ومجلس نقابة مؤقت للمعلمين إلى حين أن تسمح الظروف بانتخاب نقيبهم، ومجلسهم بشكل قانوني، ويمكن ان يكون النقيب كركياً، وان يصار فوراً من خلال هذا التشكيل الجديد إلى وضع برنامج فعاليات يكون ذو طابع سلمي انسجاما مع مستوى المعلمين الثقافي، ومدعوماً منهم بغية الوصول إلى هذا المطلب على أن تكون النشاطات المعدة لهذا الغرض بعيدة عن أوقات الدوام الرسمي، وذلك منعا لتأثر الطلبة بالغياب، ويناط بالنقيب المؤقت كافة صلاحيات المنتخب، وأهمها تنسيق الجهود، وإدارة كافة النشاطات التي يقتضيها الوصول إلى هذا المطلب الشرعي، وكذلك صلاحية مخاطبة الجهات الداعمة، والمؤيدة لإقامة نقابة للمعلمين، والعمل الدؤوب لتشكيل جبهة وطنية تشمل القوى السياسية، والنقابات المهنية، والجهات الإعلامية ورصها خلف هذا المطلب، ويكون النقيب المؤقت ناطقا باسم حركة المعلمين، ومؤهلا للتفاوض باسمها إلى أن تفضي الجهود المبذولة إلى تحقيق هذا الحلم لمعلمي الأردن، ويرافق ذلك الطلب من النقابات المهنية، وكافة الجهات الاعتراف فورا بالنقيب، والمجلس المعين، وإعطائه صفة تمثيل المعلمين والتعامل معه على هذا الأساس إلى حين تمكن المعلمين من انتخاب مجلس نقابتهم.



والمطلوب الآن عزل حركة المعلمين عن مجرد التصريحات المهينة التي وجهها لهم معالي وزير التربية والتعليم، ومناصرة الحكومة بعد ذلك لموقفه، وعدم تقدير ضرورة اتخاذ موقف يعيد الاحترام للأسرة التربوية الكبيرة التي شعرت بالجرح نتيجة السخرية منها على خلفية المطالبة بإقامة نقابة لعشرات الآلاف من المعلمين ممن يعانون من تلاشي حقوقهم، والذين بدلاً من الاعتراف بحقوقهم، وطلب مهلة أن تسنح الظروف بتحقيقها يتعرضون للسخرية والتحقير. ولا بد من أن تصبح التحركات منظمة أكثر، وترتبط ببرنامج معلن لغاية تحقق مطلب إنشاء النقابة الذي يحتاج إلى نفس طويل، ومبادرات وأفكار عملية لمتابعة هذا المطلب، وتكثيف الجهود، وطلب النصرة الإعلامية، والقانونية، والحفاظ على الرأي العام المؤيد لمطالب المعلمين العادلة، والإبقاء على المشاعر الجياشة، والدوافع التي اجتاحت الجسم التربوي في غضون الفترة السابقة.






ولا شك أن التطورات الأخيرة تدخل قضية المعلمين في سياق فرض الأمر الواقع خاصة إذا أشهروا نقيبا مؤقتا لهم، وإذا استمرت المطالبات بهذا الصدد مع ما يجب أن يرافقها من ضغوط سلمية، وسيوافق مطلبهم الظروف المساعدة لتحققه، ويغدو هذا الجسم مؤطراً وقادراً على الدفاع عن أعضائه، ومنع الحيف الذي بات يتعرض له المعلمون، ويتم الاستقواء عليهم من قبل كل من لا يجد له عملاً، أو يريد أن يملئ وقت فراغه فيتسلى بإدخال نفسه في شؤون العملية التربوية التي لا يدرك آلياتها سوى من يمارسها عملياً في الميدان، وهو الأقدر على وضع الحلول لمشاكلها، والأفاق لكيفية تطويرها، ونقطة الانطلاق في ذلك تنبع من حيث المعلم الذي هو جوهر العملية التعليمية، وتواصل إضعافه يفضي إلى تآكل دور هذا المؤتمن على الأجيال، والذي من المؤمل أن يخرج لنا قيادات المستقبل، وقد يصبح احدهم وزيراً للتربية، والتعليم يوماً.

نرجوا المشاركة واباء الراي في هذا الموضوع