منتدى مديرية التربية والتعليم للواء ذيبان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ظاهرة الدروس الخصوصية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د فيصل الغويين




عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 12/11/2008

ظاهرة الدروس الخصوصية Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة الدروس الخصوصية   ظاهرة الدروس الخصوصية I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 30, 2008 7:34 pm

فيصل الغويين

تضخمت في السنوات الأخيرة ظاهرة الدروس الخصوصية حتى أصبحت تشكل تعليما موازيا،وحالة مرضية تستدعي التدخل الجاد والعلمي لدراسة أسبابها ووضع الحلول لمواجهتها،لما ينجم عن تعاطيها من الأضرار والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والنفسية والأخلاقية والإدارية،ذلك لان الطالب يترعرع ويتشرب أسلوبا غير مشروع،ولذلك لا يتوقع لمثل هذه الطالب أن يشب مواطنا أمينا،لأنه تربى على أساس من الاستغلال والابتزاز وعدم الانضباط وخالط المعلم الذي يتهرب من أداء واجبه الرسمي والأخلاقي،فكثيرا من المعلمين لا يعطي الطالب حقه في تعليم جيد لاستدراجه إلى ما يسمى المراكز الثقافية التي أصبحت مدارس موازية.

ومن آثار هذه الدروس أيضا أنها تربي الطالب على عدم الاعتماد على نفسه،وتقتل عنده القدرة على المبادأة واقتحام عالم المعرفة بنفسه والتحصيل ومحاولة فهم الحقائق والنظريات العلمية،واكتسابها بجهده الذاتي،وهو ما يتناقض مع فلسفة التطوير التربوي الشامل الذي تنفق عليه الدولة موازنات ضخمة.

وهذه الوجبات الخصوصية مما يسمى التعليم ستخرج أشخاصا متواكلين معتمدين على غيرهم عاجزين في إرادتهم وقدرتهم على الفهم والاستيعاب،معتادين أن يسقيهم الآخرين العلم ويطعمونه إياهم وهم في موقف المتلقي السلبي فقط،فيعجزون في مستقبل حياتهم عن القيام بأي عمل مهما كان بسيطا ويستثقلون المهام التي توكل اليهم.

وفي الدروس الخصوصية ينتظر الطالب من يقدم له العلم معدا وجاهزا وملخصا ومختصرا،فلم يعد يحفل الطلبة بالمقررات الدراسية التي استبدلوا بها (الدوسيهات) التجارية ولجميع المباحث والملخصات التي يعدها المعلمون والتي أصبحت تباع في الأسواق كأي سلعة استهلاكية.

وأصبح دور المعلم تحويل المادة العلمية الواسعة والسخية إلى ما يشبه الحقن أو المفاتيح الصغيرة التي يحفظها الطالب عن ظهر قلب ويحصل بها على العلامات العالية دون هضم حقيقي لكل محتوى المادة التعليمية،وهو أسلوب يقتل قدرات الطالب ويدمرها ويجعله عاجزا عن قراءة ولو صفحة واحدة بمفرده،ولذلك يهجر الكتاب المدرسي على الرغم من جودته،ويبدأ ينظر بعدم ثقة إلى المدرسة ومعلميها،الأمر الذي يتسبب في وقوع مظاهر العنف التي نشاهدها يوميا سواء تجاه البناء المدرسي وما يحتوي من امكانات مادية،أو العنف الذي أصبح يطال العاملين في هذه المدارس من معلمين وكوادر إدارية وهي مسالة بدأت تنتقل إلى أولياء الأمور كذلك ،الأمر الذي يتسبب في خسائر مادية وانخفاظ لدافعية المعلم الذي أصبح مكشوفا أمام هذه التحديات.

ويتضح اثر هذه الظاهرة عندما يلتحق الطالب بالجامعة فيجد الدراسة بها مختلفة وتحتاج إلى قدرات وجهود ذاتية ومبادأة في القراءة والإطلاع والبحث وإجراء التجارب والبحوث.ويجد نفسه ملزما أن يقرا أكثر من كتاب،وان يربط بين المواد بعضها ببعض من جهة،وبين ما يتعلمه داخل جدران ومختبرات الجامعة.

والدروس الخصوصية مزدوجة الأضرار فهي تنهك قوة المعلم وترهقه فلا يستطيع القيام بالتدريس وأعبائه في المدرسة،فيخل بواجبات وظيفته ورسالته المقدسة،والى جانب ذلك تنهك هذه الدروس دخل الأسرة المنهك أصلا،وقد تتسبب في حرمان أعضاء الأسرة حتى من فرص العلاج أو الغذاء الجيد،والمحصلة أنها تلغي بشكل غير مباشر مجانية التعليم وديمقراطيته.

لقد أصبح الطلاب يصرون على هذه الدروس،كما أن بعض أولياء الأمور يصرون عليها ويلحون على المعلمين لقبول أبنائهم طمعا في حصولهم على درجات عالية قد تخفي ورائها جهلا عميقا.أو تهربا من متابعة ابنائهم علميا،والغريب أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل بهذا الشكل الوبائي،وكانت المخرجات أكثر نوعية.

ولاشك أن الحلول ممكنة إذا توافرت الارداة والإمكانيات،ومن بينها رفع المستوى المادي للمعلمين،وإيجاد إطار مهني مناسب لهم وإعادة النظر جذريا بأسس اختيارهم، وإعدادهم إعدادا عالي المستوى أخلاقيا وعلميا ومهنيا ووطنيا،وإيفادهم في بعثات متخصصة،وعقد المؤتمرات التربوي الدورية لهم ليعرضوا رؤاهم وأفكارهم ويتواصلوا بشكل مباشر مع صناع القرار التربوي،والتدقيق في أعمال الإشراف والمتابعة،وربط ترقية المعلم بنتائج طلابه في مختلف المراحل،وتوفير الكتب والمراجع أمام الطلاب والمعلمين،وتهيئة المختبرات الحديثة،والتخلص من كثافة الصفوف الزائدة،والانتهاء من ظاهرة الصفوف المجمعة وخاصة في المناطق النائية،وتجميع المدارس الصغيرة المتجاورة في مدارس مركزية تتوافر فيها كل المقومات لتقديم تعليم بمستوى عال من الجودة،مع دراسة إمكانية تزويد هذه المدارس بوسائل نقل ثابتة للمعلمين والطلبة،وتوفير دروس للتقوية في المدارس بصورة رسمية وجادة،والدقة في عملية توزيع الطلاب على مجالات التعليم المختلفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
admin
Admin
admin


عدد الرسائل : 700
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 18/02/2008

ظاهرة الدروس الخصوصية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الدروس الخصوصية   ظاهرة الدروس الخصوصية I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2008 2:57 pm

موضوع جميل ومتميز

نتشوق للمزيد من مواضيعك الرائعة يا ابو وصفي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://thiban.hooxs.com
 
ظاهرة الدروس الخصوصية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مديرية التربية والتعليم للواء ذيبان :: الفئة الأولى :: الاشراف-
انتقل الى: