قل مادبا ولس مأدبا

كثيراً ما ورد في المجلات الالكترونية وفي كتابات الكتاب ومقالات الصحفيين، واعلانات عامة الشعب وبيانات وتصريحات رؤساء الدوائر، اسم مادبا بوضع الهمزة على الالف الأولى. ومن هنا أطرح السؤال لماذا سميت بهذا الاسم... لذا اقترح دراسة علمية حول أصل الكلمة، ومن هنا أضع بين أيديكم دراستي وبحثي حول أصل الكلمة مستنداً إلى مراجع متنوعة.



يغلط الكثيرون في كتابة مادبا إذ يفرضون على اسمها أنه مشتق من المأدبة، في حين أنها كلمة سامية: كلمة سريانية آرامية مركبة، معناه "مكان طيب" أو "المياه الهادئة" لأن في وسع المياه أن تستقر حول المدينة. ولقد كان من نصيب هذا الاسم أن يخلد تماماً ولا يتغير مع القرون. وكلما ورد ذكره في التاريخ، المدني والديني، من فلافيوس يوسيفيوس وغيره من كبار المؤرخين القدماء، إلى كلوديوس بتولميوس، أشهر الخغرافيين القدماء، فإلى العهد القديم، كانت مادبا تذكر باسمها هذا.



ذكرت مادبا لأول مرة في الكتاب المقدس نحو سنة 1180، عندما نزل العبرانيون بعد "الخروج" من مصر، ما وراء الموجب شرقاً. فالقادمون من ضفاف النيل بعثوا رسلاً إلى سيحون الاموري، يتوسلون اليه أن يسمح لهم بأن يسيروا في "الطريق السلطاني" حتى يجوزوا تخمه "دعنا نمر بأرضك ونحن لا نميل إلى حقل ولا كرم ولا نشرب من بئر، وانما نسير في طريق الملك إلى أن نعبر حدودك" (سفر العدد 21: 21-22). فلم يدعهم بل جمع قومه وخرج للقائهم إلى السهل، وحاربهم، فضربه العبرانيون، وأخذوا مدنه: حسبان وجميع توابعها، وقد انتهز المؤرخ هذه الفرصة ليذكر أن ما أنشد سابقاً لدى ظفر سيحون بالمؤابيين.
ينشده الآن الظافرون بسيحون عينه: "ان ناراً خرجت من حشبون (حسبان)، ولهيباً من قرية سيحون، فأكلت عار موأب (خربة الربة) وارباب مشارف أرنون (الموجب) ويل لك، يا موأب! هلكت، يا شعب قموش! لقد جعل (قموش) بنيه مشردين، وبناته سبياً لملك الاموريين، سيحون. وزال نيرهم من حشبون إلى ديبون (ذيبان) وانتشر الدمار حتى نوفح، بالنار إلى ميديا (مادبا) (سفر العدد 21: 28-30).



يتضح اسم مادبا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وأن الاموريين كانوا قد احرقوها، يوم استولوا عليها من الموأبيين. وها هي تصبح الآن، وسهلها، وكل ما حولها، في قبضة العبرانيين، حصة لبني رأوبين: "من عروعير التي على عدوة وادي ارنون، والمدينة التي في وسط الوادي، وكل السهل عند مادبا، وحشبون، بكل مدنها التي في السهل، وباموت لعل معون (ماعين)..." (يشوع 13: 17160).



كما ذكرها ملك موأب، ميشع، (المولود في ذيبان، حوالي سنة 900 ق.م. وجعل ذيبان عاصمة له وحرر بلاده من المعتدين ووسع مملكته وحرص على سلامة شعبه، وعلى خيرهم، وحصن المدن بالاسوار، ورمم الطرق وحفر برك المياه والآبار)، في نصبه المشهور الذي اكتشفه العالم الفرنسي كلاين، سنة 1868، والموجود الآن في متحف اللوفر في باريس، حيث ذكر بين أسطره هذه الفقرة: "... وبنيت بعل معون (ماعين) واقمت فيها البركة، وأنا الذي بنى مادبا، وبيت بعل ماعون، وجئت اليها بالرعاة...".



هذه بعض الدراسات حول أصل الكلمة ومكانتها عبر القرون، علها تفيد الكتاب لاكتشاف المعنى الحقيقي وتجاوز الخطأ الشائع

من الاب عماد طوال مشكورا

مشكووووووووووووووووووووووووره على الموضوع الرائع والمجهود وللعلم هاي المعلومة بجهلها الكثيرون وانا منهم
كل عام وأنتى بخير