وقفة مع حق المرأة

مَن‮ ‬يقول إن للمرأة حقوق في‮ ‬العالم العربي‮ ‬فهو مخطئ بالتأكيد‮.‬

هناك فتات من الحقوق،‮ ‬وليست حقوقاً‮ ‬كاملة أو حتى مُنصفة،‮ ‬فهدر حقوقها ومعاملتها بدونية في‮ ‬مجالات عدة لايزالان من الحالات المرضية الشائعة،‮ ‬وستظلان كذلك لأن الأمل بهذه الأمة بات ميتاً‮ ‬بالفعل‮.‬

إمكانية اتخاذ قرار جريء وشجاع بكفل حقوقها التي‮ ‬شرعها الله لاتزال مشروعاً‮ ‬قيد نظر وليس تأسيساً‮.‬

كُثر من العقول الصدئة ترفض إنقاذها من انكسارها‮.. ‬كُثر من العقول لا تؤمن بوجودها‮.. ‬بأحلامها‮.‬

لا عذر إن تأخر تحسن حالها‮.. ‬هناك حملات تأديب شرسة تراهن دوماً‮ ‬على الحسم السريع والضربات القاصمة‮.. ‬فيالق ضخمة ترابض بصمت في‮ ‬حدائقها الخلفية‮.. ‬تترقب‮.. ‬تتوجس‮.. ‬تنتظر‮. ‬

في‮ ‬الشمال والجنوب حاولت شخوص عدة أن تُلين‮ -‬على الأقل‮- ‬هذه الثقافة السوداء الجاثمة بإصرار على القلوب‮.‬

كُثر منها حاولت أن ترفع مستوى المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية لكثير من الرجال‮.‬

الردود جاءت سريعة وواضحة وصريحة،‮ ‬ابتسامات هازئة،‮ ‬وأخرى صفراء شامتة‮.. ‬تتبعها حقوق مهضومة مهدورة‮.. ‬

هناك حالات عصية على الاقتناع والنقاش والاتصال مع الآخر‮.‬

حالة عامة وعارمة من الغثيان والرغبة المستمرة في‮ ‬التقيؤ ضد حقوق شرعها الله منذ قرون سحيقة‮.‬

حالات من الهذيان والتعصب القبلي‮ ‬في‮ ‬تأدية السنة،‮ ‬في‮ ‬تأدية الواجب،‮ ‬في‮ ‬إسكات زمجرة الطامحين بالعيش على أنقاض تلك وتلك‮.‬

انظروا إلى إحصاءات المطلقات،‮ ‬والمعلقات،‮ ‬والنساء اللاتي‮ ‬يتعرضن للعنف والضرب المبرح بين حين وآخر‮. ‬ولأخريات حرمن حتى من نفقتهن ومن أبسط أبسط حقوقهن التي‮ ‬أحلها جل وعلا‮.‬

هي‮ ‬لعنة‮.. ‬واستبداد‮.. ‬وحالة من الاعتلال بالجسد‮.. ‬والعقل أيضاً‮.‬ كلمة أخيرة‮..‬

كاذب مَن‮ ‬يقول إن المرأة تبحث عن الانتصارات وتحقيق المكاسب المرأة ببساطة تحزن وتتألم‮.. ‬تبكي‮.. ‬ينتابها الإحباط والذعر والخوف‮.‬

لذلك فإنني‮ ‬أقولها صراحة‮: ‬لا داعي‮ ‬أبداً‮ ‬للتمويه ورش السكر على الموت‮.. ‬الهوة عميقة جداً،‮ ‬وكذلك اللغة