الاردن - لبيك يا غزة

عمان - عماد عبد الرحمن- جريدة الرأي الاردنية


دوت صيحات عشرات الآلاف من الأردنيين أمس في ستاد عمان الدولي ،مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، المستمر منذ نحو ثمانية أيام، فيما لم تتسع جنبات الملعب للأردنيين القادمين من كافة المحافظات والألوية للتعبير عن غضبتهم، وسخطهم على ما آلت إليه الأحداث الأخيرة في القطاع، والإعتداءات الإسرائيلية الهمجية ضد البشر والحجر والشجر في القطاع المحاصر منذ سنوات.
المهرجان الجماهيري العريض بعنوان لبيك غزة الذي رفعت فيه أعلام الأردن وفلسطين جنبا الى جنب، نظمه الملتقى الوطني للنقابات المهنية واحزاب المعارضة وذلك تنديدا واستنكارا للعدوان الاسرائيلي الغاشم على الأهل في قطاع غزة، يمثل رسالة قوية بحجم الغضب الشعبي العارم، نتيجة للتراخي من قبل بعض الدول الإقليمية والدولية، في لجم ووقف العدوان، كما يدلل على تفهم رسمي بضرورة فتح المجال امام المواطنين للتعبير عن غضبهم تجاه ما يجري، بحرية وإنفتاح ومسؤولية،حيث تقام كل يوم عشرات الفعاليات المختلفة للتعبير عن الموقف الشعبي والحزبي مما يجري بحرية وديمقراطية.
وطالب رئيس الملتقى الوطني للنقابات المهنية وأحزاب المعارضة، عبد الهادي الفلاحات في كلمة له خلال المهرجان ،الحكومة المصرية فتح معبر رفح دون قيد أو شرط،، ووقف المحرقة التي تجري في غزة،من قبل الكيان الغاصب،وقطع العلاقات وإلغاء إتفاقيات السلام مع إسرائيل،وإغلاق المكاتب التجارية والإقتصادية في الوطن العربي.
كما طالب الفلاحات بسحب مبادرة السلام العربية، وتقديم كافة اشكال الدعم لأهالي القطاع والمدافعين عنه.
وخاطب الفلاحات الحضور أيها الأردنيون الأحرار والغيارى المنتصرون لدم الشقيق، من البوادي والمخيمات والأرياف والقرى من العقبة الى الشجرة من الكرامة الى الكرامة، بإسمكم نزجها تحية صادقة من الأردن الى الأهل المجاهيدن في غزة الأبية، الذين يرفعون الهامات عاليا شامخة واثقة بالنصر،متطلعة الى غد مشرق ،تحية لكم ابناء غزة هاشم الى كل المقاومين والرجال والنساء والأطفال الى كل ذرة تراب وقطرة دم سالت على أرض كل شهيد إرتقى الى جنات الخلد.
ودعا الزعماء العرب الى تحمل مسؤولياتهم في هذا الوقت الحرج من تاريخ الأمة ،حتى لا ينفرد العدو بالدول العربية واحدة تلو الأخرى كما كان العراق امس واليوم في فلسطين،مؤكدا أن المشاريع الغربية التي فشلت وتقهقرت في العراق وافغانستان وجنوب لبنان، واليوم في غزة ستهزم تحت ضربات المقاومة وصمود الشعب المجاهد في غزة.
وخلال المهرجان ،هتف المتظاهرون اهلك في الاردن الصامد .. شعب واحد مش شعبين و ثورة على المعتدين و بالروح بالدم نفديك يا فلسطين و تحية الى الابطال الصامدين واعلنت نقابة المحامين عن تبرعها بسيارة اسعاف، كما فتح الباب للتبرع ودعم صمود الأهل في غزة لكافة الفعاليات والأفراد.
كما دعا الناطق الرسمي بإسم احزاب المعارضة منير حمارنة الدول العربية التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل الى قطع العلاقات معها والعمل على مقاطعة اسرائيل وبضائعها، وفي كافة المجالات السياسية والإقتصادية ووقف كافة اشكال التطبيع مع إسرائيل، وتفعيل مكتب المقاطعة ووقف المفاوضات والإتصالات معها.
من جانبه، وجه المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد ثلاث رسائل الى المجاهدين في غزة، والدول العربية، والأهل في الضفة الغربية، وفي رسالته الى أهل القطاع دعا الصامدين في غزة الى الصبر رغم التضحيات الكبيرة المقدمة من الشباب والأباء والأبناء والبيوت والمال والأملاك، داعيا المقتدرين من أبناء الأمة الى دعم الأخوة المجاهدين الصابرين في القطاع.
كما طالب بعض الأنظمة العربية بكف اليد عن القضية الفلسطينية وليدعوا الشعب الفلسطيني يخوض معركة التحرير بنفسه، بعد أن اصبح الكيان الغاصب يصول ويجول في كل مكان يتدخل في شؤون الجميع بلا إستثناء، يمتص ثروات الأمة، حتى أن بعضهم طلب أن تكون إسرائيل على حدودها معها بدلا من قطاع غزة ،وهو دليل على حرص هؤلاء على الدولة اليهودية وعلى مخرجات أوسلو وحالة الإستسلام التي فرضوها على الفلسطينيين.
وطالب الزعماء العرب الإستماع الى مطالب الشعوب وتطلعات الناس من قياداتهم، بعد أن نزلوا الى الشوارع وأعلت الصوت مطالبة بوقف العدوان، وإنهاء الحصار، والخروج من الأراضي الفلسطينية.
كما طالب الأهل في الضفة الغربية بعدم القبول بالمشاريع التي يحيكها الصهاينة وتحويل رجال الأمن العام في السلطة الى حراس لمستوطناتهم ليكونوا حجابا حاجزا يحافظ على امنهم وراحتهم من كل مقاومة.
وشارك في المهرجان الذي لم يتمكن الآلاف من الدخول الى الملعب لحضور فعالياته لضيق المكان ، مواطنون من سائر محافظات المملكة بعد ان سيرت حافلات منذ صباح الجمعة الى العاصمة عمان ، كما وشاركت فعاليات حزبية ونقابية وسياسية ونيابية ومؤسسات مجتمع مدني.
وترك تنظيم كافة فعالياته للجهات المنظمة، دون وجود لرجال الأمن داخل الملعب، فيما تواجد رجال الأمن العام خارج الملعب لتنظيم عملية الدخول والخروج ووقوف السيارات.