كبريائها من نوع خاص … ذكاؤها حاد …. تُقدم عليها الصعاب لتنهيها بحزم و سلام … تنتهي إليها العواطف لتحكم معظمها و ليبقى البعض الآخر رهين قلبها …و يا لهذا القلب الذي استنكف عن عبث الآخرين و ارتقى لسلم البراءة … و يا لتلك الذئاب التي ما فتئت تبحث عن قائمة جديدة من الضحايا …
و من اجل تجربة جديدة .. تنكرت لكل شيء لإرضاء كبريائها وغرورها .
وقعت في شراك حب غير واضح المعالم … أكملت مشوارها داخل كهف من حب مظلم … تحاول إشعال الشموع …. لتُطفأ مرة أخرى … أوقعت قلبها في ذلك الظلام … لم يجدها التكابر شيئاً … فمازالت في كهف مظلم … فهي تحاول عبثاً أن تبحث عن نور لا تراه و ضرب ذلك المحب أروع أساطير الغرام بأجمل أساليب الكلام … لبس اجمل الأقنعة أمامها …استطاع الإمساك بزمام أحلامها …. جرب إذلالها فتحقق له جزئياً … فحاول إعدام كبريائها فحقق له شيئاً من طموحه … أراد أن ينفث سمومه فيها فأستعصت عليه … مكافح فذ لم ترق له الأنثى فحطم شيئاً منها و ارتطم بالآخر فأرداه في هاوية اليأس الأبدي … جرد الأنثى بحبه المزعوم و حولها إلى دمية باليه …
وقف حائراً ماذا يصنع ؟! فبالرغم من أنها تنازلت عن أشياء كثيرة في حياتها من اجل إرضاءه , كي يبقى معها لكنه لم يتم مهمته التي خطط لها .
أحس بطول ( الجولة ) معها و أنها ليست كالأخريات في حياته !! وقف مشدوهاً يتساءل عن كنه هذه المرأة ؟! و كيف تقف أمام خططه ؟! و من أي صنف من النساء تكون ؟!
تذكّر انه لم تستعص عليه واحدة قط في حياته المليئة بالمغامرات و الصدمات !!! يمتلك مقبرة هائلة الاتساع من الضحايا البريئة , قلبه كالحجر الأصم و عقله انتقامي بسبب صدمة حياتية أفقدته توازنه و أودت بأحلامه إلى هاوية الانتقام !! و انقلب قاموس حياته رأساً على عقب و أصبحت كلمة أحلام في معجمه تقابل كلمة انتقام والبداية أصبحت نهاية في نظره .
أحبته بكل جوارحها , لأنه كان دائماً يتجنب إظهار جانبه الانتقامي .. أعماها وقتياً حبها له , تمزقت ألما عندما هم بالرحيل عنها أو بالأحرى كما هي عادته عندما كان يفعل مع ضحاياه السابقات , بإيهامهن بالرحيل بعد أن يكن قد تعلقن به , و لا يريد من ذلك سوى عطفهن عليه ثم يبتزهن كيفما يحلو له .
أهلكها بحبها له , استطاع أن يغيرها بكذبه عليها . انخدعت بمظهره , أقام لها احتفالات في الأحلام و بنى لها قصوراً في الخيال , و بعدما استنزف قواها العاطفية , و لم يحصل على ما يريد !! بدأت تتكشف أساريره و اتضح جانبه الانتقامي بدون علم منه , كيف لا و قد أعماه غضب الانتظار طويلا عن النظر في مخططاته و سقطت أقنعته المزيفة و اتضحت رؤيته الانتقامية بالاقتصاص من قلب بريء ….
عادت تلك الأنثى أدراج عقلها بدأت تفكر في استرداد حقوقها على اثر صدمتها به رأت وجهه الانتقامي … أدركت وقتها أنها في معركة لم تبدأها بعد ..
لم يكن يحس بما يفعله , و استمر على إيقاعه في التعامل معها . ودّعت ذلك الخضوع و الانصياع و بدأت بالإمساك بزمام القيادة .و اختار الرضوخ مرغماً كي يكمل ( مسيرته ) !!
وقع أخيراً في شر أعماله . و بدأت تلك ( المحكمة ) بمسائلته عن جرائمه السابقة , حاول التشبث بكذبه و تزييفه لنفسه . لكنه افتقد توازنه واتضحت نواياه الحقيقية .
انقلبت الموازين و اصبح يستدر عطفها كي تبقى معه و تؤنس عليه وحشته في هذا العالم كما يزعم !!! لكن هذا الأسلوب اصبح عاجزاً عن أداء دوره لأنها تعرف بالتحديد ماذا يريد .
قتلته بصمت و هدوء و رحيل , و استردت كبريائها و كرامتها و عقلها . و دفنته في صحراء لا في مقبرة .
(((فأتقوا الله في قلوب العذارى فالعذارى قلوبهن هواء )))
--------------------------------------------------------------------------------