الموظف الكفؤ

من المضحك المبكي في العالم الثالث ، أنهم يستبدلون بالموظف الفاشل موظفا فاشلا أخر،وكأنك تستبدل بإطار سيارتك المثقوب إطارا آخر مثقوبا ،والنتيجة البدهية هي أن السيارة لا تنطلق أبدا ،وربما ،لأن من حزمة المعايير المستخدمة عند التعيين في الوظيفة العامة ،عنصر الثقة والمعرفة الشخصية المقدم على عنصر الخبرة والمعرفة العلمية فتكون النتيجة سوء أختيار يقود إلى الفشل والسقوط..
ولهذا فقد شاع في أدبيات العمل في العالم الثالث ،أن من لا يعمل لا يخطئ ،وعليه تكون السلبية هي الوسيلة للاستمرار في العمل الوظيفي إلى حين إحالته للتقاعد..وبالتالي حصوله على ما يسد رمقه ولو من دون إنتاج..
ومن المؤسف حقا أنه يصل إلى المناصب القيادية في العديد من الدول الأجنبية مديرون أبعد مايكونون عن الإدارة زللأسف
وبسبب تفشي ظاهرة المحسوبية وسيطرة العقلية الإنتقائية في التوظيف ،وبدل أن ينال الشخص الأكفاء للوظيفه ينالها الشخص الأقرب بغض النظر عن أي عنصر أخر ماعدى القراءة والكتابة..
ومن الكوارث غياب التخصص ،لاسيما في الوظائف العليا ولأن المدير في العالم الثالث يحرص على أن يظل في منصبه لفترة اطول فأنه يختار من هم اقرب ليشغلوا كراسي بقربة ويزيد من المجاملات على حساب العمل لتكون النتيجة مؤسسة تعج بالفاشلين القادمين لقبض الرواتب في نهاية كل شهر ..فتغرق المؤسسة شيئا فشيئا بالفوضى حتى يصرف هذا المدير عن العمل..
وحين يأتي مدير أكفأ يجد أن الامور تنفلت من يده في لحظة ظن أنه شعر بالنجاح لأن الفاشلون يستمرون في سياستهم (وضع العصى في الدواليبب)كما يقول المثل الشامي..واتباع السياسات الملتوية للتقرب منه وصرف نظره عما يجب ويتوجب ..ليكون عليه ما يراه ويسمعه منهم لاغير.فيشوهون صورة من يريدون ويرفعون على الكرسي من يريدون..لينتج عنها السمع والطاعة على حساب ظلم الأخرين .. ليترجل المدير الحق وبكل قوة عن المنصب تاركا الجمل بما حمل ..لأنه في النهاية موظف مهما فعل..
ومن هنا يكون العلاج في تطوير أساليب اختبار والتوظيف الأداء
ويكون هناك معايير دقيقة وموضوعة في ترقية وإنتقاء من يستحقوا الترقية والمنح والشهادات التقديرة
لأنه إذا لم يحدث ذلك ،فأن النزف المالي والفشل لن يتوقف..والنتيجة المتلقى والمستهلك وقد يكون الطالب إذا ما طبق المقال على النظام التعليمي