لاتقل إني فاشل
الفشل مظهر خارجي للعمل , يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي , فإذا كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها ردئيه فهو في عرفهم (فشل).
وما تعارفوا أنه جيد وحسن , فهو إذا(ً نجاح ).
ولكن أين ما وراء الظواهر ؟ أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي؟؟!!
إن ما يحدث لنا هو ابتلاء من الله , أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان.
قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين , وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك , قل الحمد لله ..
فما أصابك من ألم فيه خير لك , فقد كفر الله بها خطاياك , وأثابك على ألم الشوكة ... أفلا تقول الحمد لله؟.
تتقدم لطلب وظيفة فترفض ويقبل غيرك رغم استحقاقك لها, قل الحمد لله .. فعمل أفضل ينتظرك , وهو أصلح لك من الأول . وقد يكون رئيسك فيه أطيب خلقاً من , أو تجد فيه صحبة طيبة , أو يكون محل العمل أكثر قرباً من لمسكنك فتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة ... أفلا تقول الحمد لله؟
تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها , فتعترض أمورك عوائق , قل الحمد لله ...
فزوجتك الصالحة تنتظرك , لتلد لك أبناء أصحاء , ربما كانت الأولى ما كانت ستلد لك مثلهم ! أفلا تقول الحمد لله؟
تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة والوجاهة , ولكنك تفوت موعد الطائرة , فتفقد صفقتك .. قل الحمد لله ..
فربما خسرت صفقة تجلب لك مالا ً , ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك , فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد من قبلك من ذوي الصفقات اللاهثين خلف جمع المال ! أفلا تقول الحمد لله؟
لاتقل "فشلت ".. بل قل "لم يوفقني الله في هذا الأمر ولعل توفيقي في آمر آخر"
والحمد لله على كل حال
لاتقل "انا فاشل " .. بل قل ..." أنا متوكل ".. وخذ بالأسباب..
وقل الحمد لله على ما قدر لي مسبب الأسباب .
لاتقل " أنا لا أملك شيئاً" ..بل قل " الله ربي ادخر لي من الخير ما لاأعلمه "
والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب
لاتقل " أنا لاشيء " بل .. أنت شيء ..كما أنا شيء .. والآخر شيء
فاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيء